علّق مستشار الأمني القومي السابق جون بولتون على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سحب عناصر الخدمة السرية المكلفين حمايته، معبّراً في حديث لشبكة “سي أن أن”، عن شعوره بـ”خيبة الأمل”، مؤكداً في الوقت نفسه أنه ليس مفاجأ من هذه الخطوة.
ودافع ترامب في تصريحات صحافية في البيت الأبيض عن قراره، واصفاً مستشاره السابق بأنه “أحمق” و”غبي”، معتبراً أن قضية الحماية لا يمكن أن تستمر “مدى الحياة”. وقال الرئيس “لن نوفر رجال حماية للناس لبقية حياتهم. لماذا يجب أن نفعل ذلك”، مردفاً “لا يمكنك أن تحظى بهذا طوال حياتك”. وأضاف ترامب “اعتقدت أنه شخص أحمق للغاية، لكنني استخدمته بشكل جيد، لأنه في كل مرة رآني الناس أدخل اجتماعاً وجون بولتون يقف خلفي، كانوا يظنون أنه سيهاجمهم، لأنه كان محرضاً على الحرب”.
كما ألغى ترامب التصريح الأمني لبولتون، حيث اتهمه في أمر تنفيذي بالكشف عن “معلومات حساسة تعود لفترة وجوده في الإدارة”، في كتاب نشره عام 2020. وكتب بولتون البالغ 76 عاماً، والذي عمل مع ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى وكان هدفاً لمؤامرة إيرانية مزعومة لاغتياله، في منشور على منصة إكس، أن وزارة العدل وجهت اتهامات جنائية إلى مسؤول في الحرس الثوري الإيراني عام 2022 “لمحاولته توظيف قاتل مأجور لاستهدافي”، مضيفاً: “التهديد لا يزال قائماً اليوم، كما يتضح أيضاً من الاعتقال الأخير لشخص يحاول ترتيب اغتيال الرئيس ترامب نفسه”.
وأشار بولتون إلى أنه على الرغم من معارضته لسياسات الأمن القومي للرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن، إلا أن الأخير “اتخذ مع ذلك قراراً بتمديد حماية الخدمة السرية لي في عام 2021”. وأضاف “يمكن للشعب الأميركي أن يحكم بنفسه من الرئيس الذي اتخذ القرار الصحيح”.
وفي حديثه مع “سي أن أن”، قال بولتون إن هذا من طبع ترامب، هذا هو نوع الشخصية، أو بالأحرى انعدامها، لدى من يتولّى الرئاسة الآن، مشيراً إلى أن بايدن أبقى على حمايته “لأنه من غير المقبول ببساطة السماح لدولة مارقة، مثل الإرهابيين في إيران، بتهديد الأميركيين، سواء كانوا في الحكومة أم لا”، معتبراً أن قرار ترامب التراجع عن الأمر يجب أن يأخذه الأميركيون بجدية وأن يحكموا بأنفسهم من اتخذ القرار الصحيح، بايدن أم ترامب.
وشدد بولتون على أن الأمر يجب أن لا يكون مرتبطاً باختلاف الآراء بشأن السياسات أو الشخصيات. وقال: “هذا الأمر بالنسبة لي عمل حربي ضد الولايات المتحدة من قبل إيران بتهديد مسؤولين حاليين وسابقين لمجرد قيامهم بعملهم”. وأعلنت وزارة الخارجية عن مكافأة قدرها 20 مليون دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال إيراني متهم بتدبير مؤامرة اغتيال بولتون الذي شغل أيضاً في السابق منصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة.