غرقت شوارع بغداد ومدن أخرى في مختلف محافظات العراق بمياه الأمطار المتواصلة، وذلك في موجة مطرية هي الأشدّ من نوعها هذا العام. وعلى الرغم من استنفار الدوائر الرسمية المختصّة لم ينجح ذلك في السيطرة على السيول التي اجتاحت الشوارع وأغرقت المباني السكنية وكذلك مقرّات مؤسسات حكومية.
ويؤشّر منسوب السيول الناجمة عن الأمطار في الشوارع، الذي قد يصل أحياناً إلى نحو متر، إلى أنّ خطوط تصريف المياه باتت بحكم المعطّلة، خصوصاً أنّه لم يجرِ تطويرها بما يتناسب مع ارتفاع عدد السكان في العاصمة بغداد.
وأفادت أمانة بغداد، المسؤولة عن ملفّ الخدمات في العاصمة، بأنّ “هطل أمطار غزيرة بلغت ذروتها بمعدّل 72 مليمتراً”، أدّى إلى تخطّي “أضعاف سعة شبكة التصريف التصميمية للعاصمة البالغة 24 مليمتراً فقط”. أضافت أنّ “كلّ محطات الصرف الصحي والجهد الآلي والبشري تعمل بوتيرة عالية للإسراع في تصريف المياه”.
وتعتمد الدوائر الخدمية في البلاد على السيارات الحوضية التي تعمل ليلاً نهاراً منذ يومَين على سحب المياه من الشوارع، إلا أنّها لا تكفي للسيطرة على كميات الأمطار التي هطلت واختلطت بمياه الصرف الصحي في معظم المناطق. وقد سبّبت موجة الأمطار تعطيل المدارس في محافظات بغداد وبابل وواسط وكربلاء وديالى والديوانية والأنبار وغيرها.
وعرض مواطنون، في تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، تسجيلات مصوّرة للمياه التي اجتاحت منازلهم. ونشرت مواطنة من حيّ السيدية في بغداد تسجيلاً مصوّراً لمياه الأمطار وهي تجتاح منزلها كلياً، محمّلة الحكومة المسؤولية. كذلك نشر مدوّنون تسجيلات مصوّرة عن مستشفى الشعب في بغداد، وهو مستشفى جديد فُتح قبل أشهر قليلة، وقد غرقت بمياه الأمطار التي اجتاحت حتى ردهات المرضى.
وتوقّعت هيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي استمرار هطل الأمطار مع فرصة لحدوث عواصف رعدية. وذكرت في بيان، اليوم الأحد، أنّ طقس غدٍ الاثنين سيكون “غائماً جزئياً إلى غائم مع تساقط أمطار خفيفة الشدّة في أماكن متفرّقة من المنطقتَين الوسطى والشمالية مع فرصة لحدوث عواصف رعدية أحياناً”.
أضافت الهيئة أنّ “يوم الثلاثاء (المقبل) سيكون الطقس على العموم غائماً جزئياً إلى غائم، يتحوّل تدريجياً إلى صحو ليلاً مع تساقط أمطار خفيفة في المنطقتَين الشمالية والجنوبية”، مشيرة إلى أنّ “طقس يوم الأربعاء سيكون صحواً في كلّ مناطق البلاد ودرجات الحرارة على العموم ترتفع قليلاً”.