قالت وزارة الهجرة العراقية إنّ 148 عائلة عراقية عادت إلى البلاد قادمة من مخيّم الهول السوري، وذلك في ثاني دفعة من نوعها خلال أقل من شهر واحد. ومنذ عامين، تواصل الحكومة العراقية في بغداد جهوداً كبيرة تجاه ما تسميه تفكيك مخيم الهول السوري الواقع في محافظة الحسكة على مقربة من حدودها مع محافظة نينوى، ويضم جنسيات عربية وأجنبية مختلفة، مقسمة عدّة أقسام بينها قسم من أسر وعائلات مقاتلي تنظيم “داعش”، وقسم من النازحين والمهجرين العراقيين الذين أجبرهم تنظيم “داعش” على الانسحاب معه بعد هزيمته بالمدن العراقية الحدودية مع سورية، وآخرين من عراقيّي سورية الذين يقيمون في البلاد منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003.
وتخشى بغداد بعد سقوط نظام بشار الأسد في سورية من أن انعكاسات استمرار الخلافات بين الإدارة السورية في دمشق ومليشيات قوات سوريا الديموقراطية (قسد) قد يؤدّي إلى اضطراب يهدّد المخيم والسجن القريب منه، حيث يقبع الآلاف من مسلحي تنظيم “داعش”، المعروف باسم “سجن غويران”.
وتشير التقديرات إلى أنّ مخيم الهول يضم أكثر من 42 ألف شخص، بينهم نحو 20 ألف عراقي، و16 ألف سوري، فيما يبلغ عدد الأجانب من جنسيات مختلفة أكثر من ستة آلاف شخص غالبيتهم نساء وأطفال. وأعلنت وزارة الهجرة العراقية عودة 148 عائلة عراقية من مخيم الهول السوري وإيداعها في مخيم الجدعة جنوبي الموصل.
وقال مدير مديرية الهجرة في محافظة نينوى، شمالي العراق، خالد عبد الكريم، إنه “جرت إعادة 148 عائلة عراقية من مخيم الهول السوري، معظمها من النساء والأطفال”، مضيفاً أنّ “العودة تحققت بعد إتمام عملية التدقيق الأمني وثبوت عدم تورط العائدين في قضايا في العراق أو كونهم من المطلوبين أمنياً”، مشيراً إلى أنّ “العائدين استقروا في مركز الأمل للدعم النفسي في مخيم الجدعة جنوبي الموصل، وسيطبق عليهم برنامج خاص بإعادة التأهيل قبل عودتهم إلى ديارهم”.
وقال وكيل وزارة الهجرة كريم النوري، إن “مخيمات الهول في الحسكة تقع على بعد نحو 13 كيلومتراً شمال شرقي سورية، وهي موجودة منذ مدة طويلة”، مبيناً أن “الحرب ضدّ عصابات داعش الإرهابية دفعت العديد من الأشخاص للهروب إلى المخيم الذي يضمّ حوالي 60 ألف شخص من العراقيين والأجانب”.