أكدت الولايات المتحدة أنها “ستواصل تزويد” إسرائيل بالأسلحة والذخائر في حربها ضد حركة حماس في غزة، داعية في الوقت نفسه إلى إدخال مزيد من المساعدات إلى القطاع حيث أوقعت الضربات الإسرائيلية في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة عشرات القتلى الفلسطينيين.
وخلال زيارة إلى إسرائيل، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بعد لقائه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في تل أبيب، أن واشنطن “ستواصل تزويد” إسرائيل بالأسلحة والذخائر التي تحتاج إليها في حربها ضد حركة حماس، “بما في ذلك الذخائر الحيوية والمركبات التكتيكية وأنظمة الدفاع الجوي”. وأوضح أنه لا يريد “فرض جدول زمني” على إسرائيل في حربها ضد “حماس”.
وأخيراً، بدأت واشنطن تطلق مؤشرات تدل على نفاد صبرها إزاء حليفتها إسرائيل، في سياق من التنديد الدولي المتزايد بالخسائر الفادحة في أرواح المدنيين في قطاع غزة.
وفي حين ما زالت تدخل بكميات ضئيلة جداً المساعدات الدولية التي يخضع إيصالها إلى القطاع لموافقة إسرائيل، شدد وزير الدفاع الأميركي على أهمية إيصال “مزيد من المساعدات الإنسانية لنحو مليوني نازح في غزة”.
والإثنين أعلنت وزارة الخارجية الأميركية دخول شاحنات محملة بضائع تجارية إلى غزة، هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب.
وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في بيان إلى أن دخول قوافل منذ الأحد إلى غزة عبر معبري رفح الحدودي مع مصر وكرم أبو سالم الحدودي مع إسرائيل، لكن الوكالة أعربت عن أسفها “لعدم توفر الظروف اللازمة لتنفيذ عمليات إنسانية على المستوى اللازم”.
وأفادت وزارة الصحة التابعة لحماس بمقتل العشرات الأحد والإثنين، وبثت الحركة مشاهد قالت إنها لسيارة عسكرية إسرائيلية أصيب بصاروخ في شمال قطاع غزة.
وقتل جنديان إسرائيليان الإثنين، ما يرفع إلى 128 حصيلة قتلى القوات الإسرائيلية منذ بدء النزاع.
وعلى رغم التنديد المتزايد من الأسرة الدولية جراء الحصيلة البشرية التي وصلت إلى نحو 20 ألف قتيل، يواصل الجيش الإسرائيلي غاراته على القطاع الفلسطيني الذي يشهد كارثة إنسانية، في إطار الحرب بين إسرائيل وحماس رداً على هجوم الأخيرة على الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
جريمة التجويع
من ناحية أخرى، أشارت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقرير الإثنين إلى أن “الحكومة الإسرائيلية تستخدم تجويع المدنيين أسلوباً للحرب في قطاع غزة، ما يشكل جريمة حرب”.
وأكد التقرير أن “الجيش الإسرائيلي يتعمد منع إيصال المياه، والغذاء، والوقود، بينما يعرقل عمداً المساعدات الإنسانية، ويبدو أنه يجرف المناطق الزراعية، ويحرم السكان المدنيين من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم”.
وفي القطاع الذي تخضعه إسرائيل لحصار كامل منذ التاسع من أكتوبر، نزح نحو 1.9 مليون نسمة، أي 85 في المئة من السكان، بسبب الحرب.
وعلى المستوى الصحي، لا يزال أقل من ثلث مستشفيات القطاع في الخدمة جزئياً بحسب الأمم المتحدة.
وتتهم إسرائيل حماس باستخدام المستشفيات قواعد لها وباستخدام المدنيين “دروعاً بشرية”، ما تنفيه الحركة.
تصويت أممي
وأرجئ تصويت مجلس الأمن الدولي حول الوضع في غزة والذي كان مقرراً الإثنين، إلى الثلاثاء لإفساح المجال أمام استمرار المفاوضات حول النص المقترح، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية.
وأفاد موقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي بأن مدير وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي أي” وليام بيرنز أجرى في وارسو محادثات مع مدير جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ورئيس وزراء قطر التي تقيم علاقات جيدة مع حماس.
وأعلنت قطر التي أسهمت في التوصل إلى هدنة استمرت سبعة أيام الشهر الماضي أفرج خلالها عن 80 رهينة كانت محتجزة في قطاع غزة في مقابل 240 من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، أن “جهودها الدبلوماسية مستمرة لتجديد الهدنة الإنسانية”.
والإثنين بثت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مقطعا مصوراً يظهر ثلاثة إسرائيليين مسنين أحياء، من ضمن الرهائن الذين تحتجزهم، وذلك بعد ثلاثة أيام على إقرار الجيش الإسرائيلي بأنه قتل عن طريق الخطأ ثلاث رهائن.