في مشهد يفيض بالألوان والروحانية، يستعد الإيزيديون في العراق، لاسيما في مناطق شنكال (سنجار) وبعشيقة وبحزاني، لاستقبال أحد أقدس أعيادهم: عيد رأس السنة الإيزيدية، المعروف بـ”سرى سال” أو “الأربعاء الأحمر”، والذي يصادف الأربعاء الأول من شهر نيسان الشرقي (الموافق لهذا العام يوم 16 نيسان 2025).
وتتسم التحضيرات لهذا العيد بمظاهر فريدة تمتزج فيها الطقوس الدينية بالتراث الشعبي، حيث تشرع العوائل الإيزيدية منذ أيام في تنظيف منازلها وتزيينها بالورود الحمراء والبيض الملون، رمزاً للخصوبة والتجدد. كما يُعدّ هذا العيد بمثابة إعلان لانبعاث الحياة وتفتح الطبيعة، ويُعدّ بمكانة “عيد الربيع الروحي” لدى أبناء الديانة الإيزيدية.
طقوس روحانية
في ليلة العيد، تتجمع العائلات لتوقد الشموع في الزوايا، وتُعلَّق القناديل على الأبواب، بينما يُغلى البيض ويُصبغ بألوان زاهية، إذ يُعتقد أنه يرمز إلى الحياة والانبعاث. كما تكثر الزيارات وتبادل التهاني وتقديم الحلوى التقليدية مثل “الكليجة”، في حين ترتدي النساء أزياء فلكلورية مطرزة وتُزين شعورهن بالورود.
معبد لالش… القلب النابض
وتشهد لالش – أقدس موقع ديني عند الإيزيديين – توافد مئات الحجاج الإيزيديين لإقامة الصلوات والطقوس الخاصة، حيث تُنثر الزهور ويُضيء المعبد بعشرات القناديل والشموع في أجواء مهيبة. كما تُتلى الأدعية باللغة الكردية الكلاسيكية، ويُعتبر حضور طقوس لالش في هذا العيد رمزًا للتجدد الروحي والبركة.
احتفاء رغم الجراح
وعلى الرغم من مآسي الإبادة التي تعرض لها الإيزيديون على يد تنظيم “داعش”، فإن طقوس العيد هذا العام تأتي بوهج خاص يحمل رسائل الصمود والبقاء، إذ يرى العديد منهم أن الاحتفال هو “تحدٍّ للظلام وإصرار على الاستمرار”.
دعوات للسلام
بهذه المناسبة، أطلق ناشطون إيزيديون دعوات إلى احترام التعددية الدينية في العراق، وضمان عودة النازحين إلى ديارهم وإعمار مناطقهم، مؤكدين أن “نور الأربعاء الأحمر لا يضيء فقط قلوب الإيزيديين، بل يحمل رسالة سلام وتسامح لكل أبناء الوطن”.