#مؤسسة_رؤى_للدراسات
يعد قطاع السياحة أحد الموارد الاقتصادية والحيوية لإقليم كردستان العراق، ولا سيما أنه يزخر بالعديد من المناطق السياحية من جبال ووديان وشلالات ومناظر خلابة، مع تمتعه بأجواء شتوية وتساقط كميات كبيرة من الثلوج على الجبال المحيطة في محافظات السليمانية وأربيل ودهوك.
ويوجد في الإقليم أكثر من 200 موقع سياحي، من ضمنها 25 منتجعا سياحيا قديما وحديثا، كما يوجد 15 نوعا من السياحة في كردستان، أهمها الدينية والمائية والريفية والشتوية والصيفية والعلاجية الطبية والطبيعية والتاريخية.
رقم قياسي
وكان الإقليم قد سجل رقما قياسيا في عدد السياح الوافدين في عام 2021، إذ تخطى 4 ملايين سائح، بزيادة قدرها 525% عن السنوات السبع الماضية، وفقا لإحصاءات صادرة عن هيئة السياحة بالإقليم.
كما ارتفع عدد السياح الوافدين إلى الإقليم في عام 2022، حيث بلغ أكثر من 6 ملايين سائح، 85% منهم من داخل البلاد و15% من الأجانب، وذلك بحسب أمل جلال رئيسة هيئة السياحة في إقليم كردستان
وعلى إثر هذه الزيادة ارتفع الدخل المالي لشركات السياحة في الإقليم بنسبة 10% العام الماضي، بحسب أمل جلال التي تتوقع زيادة عدد السياح الوافدين إلى كردستان خلال العام الحالي، فضلا عن أن ما ينفقه كل سائح يقصد الإقليم يتراوح بين 250 و400 دولار خلال رحلته.
أكثر المناطق جذبا
وتعد محافظة السليمانية أكثر مناطق الإقليم جذبا للسياح خلال فصل الشتاء مع تساقط الثلوج، حيث إنها محاطة بالجبال من كل الجهات، ولا تبعد هذه الجبال كثيرا عن المدينة.
ومع التوسع العمراني للمدينة بات سفحا جبلي كويزة وأزمر داخل المدينة تقريبا، ولا يتكلف السياح مبالغ كبيرة للوصول إليهما والتمتع بمنظر الثلوج على مد البصر.
كما تضم السليمانية جبال بيرة مكرون ومنطقة هورامان التي تتساقط فيها كميات كبيرة من الثلوج، حيث تضم البيوت والأكواخ لإقامة السياح، إضافة إلى المطاعم والحانات المنتشرة على جانبي الطريق المؤدي إلى هذه المناطق.
من جانبه، يقول مدير الإعلام والعلاقات في دائرة السياحة بالسليمانية كوران قادر إن تساقط الثلوج ساهم كثيرا في زيادة عدد السياح خلال فصل الشتاء، ولا سيما أن العراق بلد يختلف المناخ فيه حسب مناطقه، فمناخ كردستان يمتاز بجوه البارد في الشتاء، ولهذا يقصده السياح الداخليون من وسط وجنوب البلاد، لاغتنام فرصة مشاهدة تساقط الثلوج التي تكاد تكون معدومة في مناطقهم.
وأشار قادر إلى أن دائرة السياحة سجلت زيادة في نسبة السياحة الشتوية خلال أعياد الميلاد الماضية، حيث وصل عدد السياح الوافدين في رأس السنة الماضية أكثر من 67 ألفا.
ولا تقف السياحة الشتوية عند السليمانية، إذ إن لمحافظة أربيل (عاصمة الإقليم) نصيبا في ذلك، حيث تعد أكثر مناطق الإقليم استقطابا للسياح خلال اعتدال درجات الحرارة، ولا سيما في فصل الصيف، وبأعداد أقل خلال فصل الشتاء، وتقع نحو 90% من المناطق السياحية فيها ضمن إدارة سوران التي تضم مجموعة أقضية ونواح.
ويكشف مدير الإعلام والعلاقات في دائرة السياحة بمنطقة سوران كمال خدادا عن انتعاش سريع لقطاع السياحة بعد استكمال مشروع جبل كورك السياحي الذي يصل ارتفاع الثلوج على سفوحه لنحو 1.5 متر خلال فصل الشتاء، وقال “باتت لدينا الآن سياحة شتوية في سوران بعد أن كانت محصورة في السياحة الفصلية”.
وبحسب خدادا، فإن نحو 3 آلاف سائح يقصدون المناطق الجبلية في جبل كورك يوميا خلال فصل الشتاء، في الوقت الذي ينفق فيه الشخص الواحد خلال مبيته في منتجعات سوران بين 250 و350 دولارا، مؤكدا أن هذا الأمر ساهم في انتعاش الوضع الاقتصادي بالمدينة.
وبيّن خدادا أن مقومات السياحة متوفرة من خلال وجود 6 فنادق و5 موتيلات (مجمعات شقق فندقية) بمعايير ومواصفات مختلفة، فضلا عن 3 قرى سياحية تضم أكثر من 850 غرفة فندقية بطاقة استيعابية تصل لنحو 2600 شخص، مع توفر 28 مطعما.
أما عن عدد السياح في المنطقة فقال إنه تجاوز خلال العام الماضي فقط 72 ألف سائح في منطقة إدارة سوران وحدها، من بينهم قرابة 2800 من داخل الإقليم وأكثر من 49 ألفا من المحافظات العراقية الأخرى، فيما بلغ عدد الأجانب قرابة 2700 سائح أجنبي.
مهرجان دهوك الشتوي
وبالانتقال إلى محافظة دهوك أكد المدير العام للسياحة في المحافظة خيري علي أن نحو 2.5 مليون سائح وفدوا إلى المحافظة خلال العام الماضي فقط، مشيرا إلى تساقط كميات كبيرة من الثلوج هذا العام، حيث تخطت المستوى المعهود، ووصف تضاريس المحافظة مع الثلوج بأنها “مهرجان سياحي”.
وتنحصر مناطق تساقط الثلوج الكثيفة في جبل كارة بالدرجة الأولى، حيث تصل كثافتها إلى مستويات مرتفعة جدا تتطلب تدخل الجرافات المجنزرة لفتح الطرق أمام السكان والسياح.
أما عن مؤهلات محافظة دهوك السياحية فإنها -حسب قوله- تمتلك نحو 900 مركز سياحي مع 120 فندقا والعشرات من المطاعم والأماكن السياحية الأخرى، ويقدّر ما ينفقه الشخص الواحد بين 250 و350 دولارا.