في إطار جهودها المتواصلة لتعزيز الحوار الفكري والبحثي حول القضايا الاستراتيجية والمستجدات العالمية، أقامت مؤسسة رؤى للتوثيق والدراسات الاستراتيجية والمستقبلية – قسم السيمنارات – ندوة فكرية نوعية بعنوان:
“النظام المالي اللامركزي: انتقال بنيوي بين المركزية الدولارية الأمريكية إلى تكنولوجيا البلوكشين”
وقدّم الندوة الدكتور فرهنك مغديد حمزة، المهندس المتخصص في نظم البلوكشين والرئيس التنفيذي لشركة Fluxysis Technologies، وذلك بحضور نخبة من المفكرين والباحثين والاقتصاديين العراقيين، إلى جانب إعلاميين ومهتمين بالشؤون المالية والتكنولوجية.
حيث استعرض الدكتور فرهنك في محاضرته تحليلاً معمّقاً للتحولات الجذرية في النظام المالي العالمي، مشيراً إلى التحديات المتصاعدة التي تواجه الهيمنة الدولارية الأمريكية، مقابل تصاعد البدائل الرقمية المدفوعة بتقنيات البلوكشين والعملات المشفّرة، والتي باتت تشكّل نواةً لاقتصاد لامركزي جديد قد يُعيد تشكيل بنية النفوذ الاقتصادي والسياسي الدولي.
وتطرق المحاضر إلى الخلفيات الجيوسياسية والاقتصادية التي تقف وراء هذه التحولات، مستعرضاً عدداً من النماذج العالمية التي بدأت تتبنى هذا التحوّل مثل الصين، روسيا، ودول البريكس، في مسعى لفك الارتباط بالدولار الأمريكي، وتعزيز أنظمة مالية ذات سيادة تكنولوجية.
نقاط محورية نوقشت في الندوة:
الفرق الجوهري بين النظام المركزي التقليدي والنظام المالي اللامركزي.
الآثار المحتملة لانهيار الثقة بالنظام البنكي التقليدي.
مستقبل البنوك المركزية في ظل تصاعد العملات المشفّرة.
التحديات التشريعية والتنظيمية التي تواجه البلوكشين.
كيف يمكن للدول النامية – ومنها العراق – أن تستفيد من هذا التحول دون أن تكون رهينة له.
وشهدت الندوة تفاعلاً لافتاً من قبل الحضور، حيث دارت نقاشات معمّقة حول إمكانية توظيف هذه التحولات في خدمة الاقتصاد العراقي، وجرى طرح تساؤلات حول الجاهزية التكنولوجية والتشريعية في البلاد، بالإضافة إلى أهمية بناء كفاءات شبابية في هذا المجال.
كما نوقشت المخاطر الأمنية المرتبطة بالأنظمة اللامركزية، ودور الذكاء الاصطناعي في تعزيز أو تهديد هذه البنى المالية الجديدة.
وفي ختام الندوة، أكّد القائمون على مؤسسة رؤى أن هذه الفعالية تأتي في إطار برنامج السيمنارات الاستراتيجية، الهادف إلى مواكبة التغيرات العالمية في الاقتصاد والتكنولوجيا والسياسة، وفتح نوافذ حوار علمي راقٍ يعزز الوعي المجتمعي وصناعة القرار.
كما أعرب الحاضرون عن تقديرهم للمستوى العلمي العالي للمحاضرة، ولرؤية المؤسسة في تسليط الضوء على موضوعات تُعد من صميم التحولات القادمة في العالم.