#مؤسسة_رؤى_للدراسات
يشهد العراق منذ أكثر من 3 عقود تراجعا واضحا في القطاع الصحي بسبب الحروب العديدة التي خاضتها البلاد والحصار الاقتصادي الدولي بين عامي 1991 و2003، ثم الغزو الأميركي والتدهور الأمني الذي تبعه في مختلف المحافظات.
وكان موقع “نومبيو” الذي يعنى بالمستوى المعيشي لدول العالم وجودة الرعاية الصحية، قد صنف العراق الأحد الماضي بالمرتبة الثالثة كأسوأ دولة في مجال الرعاية الصحية الأولية بالعالم، وذكر الموقع في تقريره لعام 2023 أن “العراق جاء بالمرتبة الثالثة بأسوأ رعاية صحية بالعالم من أصل 94 دولة مدرجة بالجدول، حيث حصل على 43.46 نقطة فقط متقدما على فنزويلا وبنغلاديش”.
في حين جاءت كل من تايوان وكوريا الجنوبية واليابان وفرنسا والدانمارك بالمراتب الخمس الأولى عالميا في تقديم الرعاية الصحية الأولية، في الوقت الذي رفضت فيه وزارة الصحة العراقية هذا التصنيف وأشارت لتطور القطاع الصحي العراقي.
ويطرح هذا التصنيف العديد من التساؤلات حول مصداقية هذا التصنيف للعراق، لا سيما أن الموقع صنف لبنان في المرتبة الـ50 عالميا رغم الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعانيها منذ نحو 3 سنوات وتدهور القطاع الصحي فيه.
من جانبه، وصف المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الاتحادية الدكتور سيف البدر التصنيف الأخير لموقع نومبيو بأنه “مجاف للحقيقة ولا يستند لمعايير علمية”، مشيرا إلى ضرورة النظر لمجمل الخدمات الصحية في البلاد والصعوبات التي واجهتها، لا سيما الضرر الكبير الذي لحق بالمنشآت الصحية خلال الحرب على تنظيم الدولة بين عامي 2014 و2017 في العديد من المحافظات.
ورغم أن البدر لا يخفي مواجهة العراق لبعض المشكلات في القطاع الصحي، فإن خدمات الرعاية الصحية بمختلف مستوياتها شهدت تطورا كبيرا، بحسبه، لا سيما مع إشادة تقارير منظمة الصحة العالمية بالتطور الحاصل في القطاع الصحي، وتقديم جميع اللقاحات والعلاجات في المراكز الصحية بصورة مجانية.