اجتمع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مع قائد قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” في العراق وسورية الجنرال كيفن ليهي، واللافت أن البيان خلا من أي إشارة إلى ملف انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق الذي تحول خلال العامين الماضيين إلى أبرز الملفات المطروحة بين العراق وواشنطن. وهذا الاجتماع هو الأول بين السوداني ومسؤول أميركي بعد تسلم دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأميركية بشكل رسمي الأسبوع الماضي.
وقال بيان المكتب الحكومي إن “السوداني استقبل، قائد قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش في العراق وسورية الجنرال كيفن ليهي، بحضور القائم بالأعمال الأميركي في العراق دانيل روبنستين، وجرى خلال اللقاء استعراض الأوضاع الأمنية العامة في المنطقة واستمرار التعاون بين القوات الأمنية العراقية ومستشاري التحالف في ملاحقة فلول داعش”.
وأكد السوداني خلال اللقاء، بحسب البيان، “مضيّ العراق في إنهاء تنظيم داعش الإرهابي، الذي لم يعد يمتلك موطئ قدم أو تماساً مع التجمعات السكانية”، مشيراً إلى “ما تحقق خلال العامين الماضيين من مسكٍ للحدود العراقية، وتأمينٍ ميداني وتقني للمناطق التي كانت تشكل منفذاً لعبور الجماعات الإرهابية”. وأضاف البيان أن “اللقاء شهد التأكيد على التزامات التحالف الدولي تجاه العراق، والاستمرار في البرامج المشتركة، وعرض مستويات القدرة والسيطرة التي وصلت إليها القوات المسلحة العراقية بمختلف تشكيلاتها، والقدرات الاستخبارية الاستباقية التي تترافق مع كل عمليات الانتشار الأمني، وتطوّر إمكانيات ملاحقة أيّ نشاط إجرامي أو إرهابي عابر للحدود”.
ووصف الباحث في الشأن السياسي العراقي محمد علي الحكيم، البيان بأنه ضمن “تغييرات طرأت على الخطاب العراقي الرسمي تجاه الوجود الأميركي بعد وصول ترامب إلى السلطة”، معتبراً أن “هناك خشية عراقية من أي تصعيد تجاه الإدارة الأميركية الجديدة”، وبين الحكيم أنه “حتى الموقف العراقي تجاه الفصائل المسلحة تغير كثيراً، فأصبح هناك إعلان حكومي رسمي بشأن حل ودمج الفصائل، وهذا ما يدل على أن العراق يتعامل بشكل جدي مع المتغيرات في المنطقة”، مشيراً إلى أن “المعطيات الحالية لا تشير إلى انسحاب أميركي، بل قد يتجه ترامب وإدارته إلى تعزيز الوجود الأميركي في العراق خلال المرحلة المقبلة”.