بعدما عاودت الحمى النزفية في العراق انتشارها بعد تراجع، سُجّلت أخيراً ثماني وفيات و54 إصابة بالمرض بحسب ما صرّح مدير قسم الوبائيات لدى دائرة البيطرة التابعة لوزارة الزراعة العراقية ثائر صبري حسين لصحيفة الصباح الرسمية، وبيّن أنّ محافظة ذي قار (جنوب)، حلّت في صدارة المحافظات، حيث رُصدت حالات الحمى النزفية الأخيرة مع 17 إصابة، فيما سُجّلت خمس إصابات وأربع وفيات في كركوك (شمال)، وستّ إصابات ووفاتان في المثنى (جنوب)، وإصابتان ووفاة واحدة في ديالى (شمال شرق)، وخمس إصابات ووفاتان في واسط (وسط)، وثلاث إصابات في نينوى (شمال)، وإصابة واحدة في محافظة الأنبار
وقال المسؤول في وزارة الزراعة العراقية إنّ “الحملة الربيعية لتغطيس ورشّ الحيوانات ووقايتها (من المرض) التي انطلقت في السادس من إبريل/ نيسان الماضي مستمرّة حتى الآن”، وذلك من أجل تطويق الحمى النزفية التي عادت إلى الانتشار. وإذ إشار حسين إلى “إغلاق 30 مستوصفاً بيطرياً أُغلقت في المحافظات بسبب خلوّها من الأطباء”، أفاد بأنّ ثمّة “حاجة ماسّة إلى تعيين فرق طبية بيطرية، علماً أنّ 125 طبيباً أُحيلوا على التقاعد خلال العام الحالي”، في حين أنّ “مستوصفات عديدة تضم طبيباً بيطرياً واحداً فقط يعمل في جميع التخصّصات”.
في الإطار نفسه، قال رئيس اللجنة الصحية في مجلس محافظة ذي قار أحمد الخفاجي، في تصريح صحافي، إنّ لجنته “تتفاعل مع تحديات هذا المرض”، وأنّها “تنسّق مع المستشفى البيطري ودائرة الصحة من أجل اتّخاذ الإجراءات الوقائية كافة”. أضاف أنّ “جميع المصابين في المحافظة يخضعون للعلاج، وبعضهم تماثل للشفاء من دون تسجيل أيّ حالة وفاة”، مطمئناً بأنّ “المرض لم يدخل الدائرة الحمراء في ذي قار”. وتابع الخفاجي أنّ “ثمّة جهوداً استثنائية تُبذَل رغم تواضع الإمكانيات في توعية المواطنين، بالإضافة إلى اتّخاذ الإجراءات الاحترازية في المنازل المصابة والبيئة المحيطة”، داعياً إلى “أهمية دعم المستشفى البيطري في ذي قار حتى يؤدّي دوره بشكل فعّال، خصوصاً أنّنا أمام محافظة كبيرة ومترامية الأطراف”.