يدخل اعتصام عناصر الفصائل المسلحة العراقية المنضوية ضمن هيئة “الحشد الشعبي” أسبوعه الثالث على الشريط الحدودي العراقي مع الأردن، تحديداً عند معبر طريبيل بين البلدين، تنديداً بالعدوان الإسرائيلي المتواصل ضد المدنيين في غزة، مطالبين الأردن بالسماح لهم بالدخول وصولاً إلى حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويقيم المعتصمون خياماً منذ 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ويتظاهرون بتوجيه من قادة فصائل مسلحة ضمن “الحشد الشعبي”، وينظمون بشكل يومي فعاليات مسائية للاحتجاج والهتافات المساندة لغزة والرافضة لسياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها إسرائيل في التعامل مع المدنيين الفلسطينيين.
ويشارك عناصر في حركات وفصائل النجباء، وكتائب حزب الله، وكتائب سيد الشهداء، وحركة عصائب أهل الحق، وجماعات مسلحة أخرى، في الاعتصام. ومنعوا في البداية مرور شاحنات النفط المتجهة نحو الأردن، لكنهم عادوا وسمحوا بذلك بعد يومين من السيطرة على الطريق المباشر لمعبر طريبيل.
وكان زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر أول من دعا إلى الاعتصام على الحدود، من دون تحديد موعد لذلك، لكنه تراجع عن موقفه بعدما توجهت جموع من عناصر الفصائل المسلحة الموالية لإيران إلى الحدود العراقية الأردنية.
ودفع ذلك الصدر إلى تغيير موقفه، عبر حساب على “فيسبوك” يديره المتحدث باسمه على مواقع التواصل الاجتماعي صالح محمد العراقي، بالقول إن “الذهاب إلى الحدود العراقية من دون تحديد موعد من قبل الصدر يعتبر عصياناً وخروجاً عن المركزية، ومن يشارك الفاسدين في التجمهر عند الحدود ليس جزءاً من التيار” الصدري.
ووسط انتقادات وتشكيك بجدوى تجمعهم على الحدود مع الأردن، رغم وجود أجنحة لتلك الفصائل في سورية، ومنها مواقع وثكنات قريبة من الجولان السوري المحتل، إلا أنهم يؤكدون عبر متحدثين أنهم سيواصلون وجودهم على الحدود الأردنية ـ العراقية، رافعين على السياج الأمني الفاصل بين البلدين صوراً لقائد “فيلق القدس” قاسم سليماني، والقيادي أبو مهدي المهندس، اللذين اغتيلا بغارة أميركية قرب مطار بغداد في 3 يناير/ كانون الثاني 2020 بغارة أميركية.
في السياق، يشير رجل الدين المشارك في الاعتصام حسين الأسدي إلى أن “المتظاهرين العراقيين بالقرب من الحدود الأردنية يواصلون احتجاجاتهم السلمية لأجل الضغط على الأردن والمجتمع الدولي لوقف الحرب ضد غزة”. ويوضح، أن “عدد المعتصمين بالقرب من معبر طريبيل يبلغ نحو 700 شخص، وهم من المدنيين والمنتسبين للحشد الشعبي”.
ويضيف الأسدي أن “هناك أهدافاً واضحة ومعلنة من هذا الاعتصام، وأهمها الضغط الدولي، ثم وقف الهجمات ضد غزة، ومحاولة إيصال المساعدات إلى الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال الإسرائيلي ويُحرم من أبسط الخدمات الأساسية”