شهد المشهد السياسي العراقي مؤخراً موجة من الانتقادات والاتهامات المبطّنة ضد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وذلك عقب لقائه بالرئيس السوري أحمد الشرع في العاصمة القطرية الدوحة، وظهور صورة لهما معاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
هذا اللقاء لم يكن الأول من نوعه الذي يثير الجدل، فقد سبقه استياء مشابه عند إعلان السوداني توجيه دعوة رسمية للشرع للمشاركة في “قمة بغداد العربية”.
اللقاء الثنائي في الدوحة، الذي جاء في توقيت حساس، أثار ردود فعل غاضبة من جهات توصف بأنها مقربة من طهران، والتي اعتبرت خطوة السوداني مخالفة للتوازنات الإقليمية المعتادة. إلا أن مراقبين سياسيين رأوا في هذا التحرك خطوة استراتيجية تتماشى مع التحولات الجارية في المنطقة.
من جانبه، رأى الأكاديمي والمحلل السياسي وائل حازم أن الهجوم على السوداني يدخل في إطار “التسقيط الانتخابي المبكر”، خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات. وأوضح أن “القضية لا تتعدى كونها محاولة لتسجيل نقاط انتخابية”، مؤكداً أن الشعب العراقي “يؤمن بما تقوم به الدولة حالياً من خطوات تصب في مصلحة البلد”.
مع دخول العملية الانتخابية مرحلة العد التنازلي، يتوقع مراقبون تصاعد الحملات السياسية الموجهة ضد شخصيات قيادية، حيث كانت البداية مع السوداني على خلفية دعوته للشرع. ويُرجَّح أن تتسع هذه الحملات في الفترة المقبلة ضمن سياق تنافسي محتدم على السلطة والنفوذ.